حكاية من أثيوبيا
أعاد حكيها: دان كلوز اثيوبيا 1966-1968
ترجمتها: الخادم لله (تماضر شيخ الدين)
الرب، الموت والشتاء
فى قديم الزمان..
سار الرب، والموت والشتاء سيرا طويلا حتى نال منهم التعب شططا، واحتاجوا للراحة. فرأوا منزلا، قال الرب لصاحب الدار: "كيف حالك؟"
فرد عليه الرجل: "الحمد للرب، نحن بخير"
فقال الرب: "الليل أرخى سدوله، أرجو أن تأذن لنا بالمكوث فى بيتك حتى الصباح"
فسأله صاحب الدار:" ومن أنت؟ ومن أين أتيت؟"
قال الرب: "انا الرب، خالق السماء والآرض وكل شىء"
انتصبت قامة الرجل وقال له: "أرجوك الذهاب من هنا فورا، فأنت لم تخلق الناس سواسية، بعضهم موسر وبعضهم فقير، البعض معافى والبعض سقيم، لكل هذه الأسباب، أنا لا أريدك أن تمكث فى منزلى"
فواصل الرب والموت والشتاء سيرهم برغم الاجهاد.
وبعد حين، وصلوا الى قرية فشاهدوا بيتا صغيرا. فأرسل الرب والموت، الشتاء ليتفاوض مع القروى صاحب الدار.
ذهب الشتاء الى القروى وقال له:"أرجوك افسح لنا مكانا فى دارك، فالنهار قد انقضى وحل بعده الظلام"
سأله القروى:" ومن أنت؟ ومن أين جئت؟"
رد عليه الشتاء:" اسمى الشتاء، وقد جئت من مكان بعيد لأقابل كل الناس"
قال له القروى مغاضبا:" أنت شخص ردىء، لقد حولت بعض البلاد الى صحراء، والبعض الآخر الى بلاد ممطرة، أنت تنزل كثيرا من الجليد فى بعض البلاد، نحن لا نحبك ولا نريد منك المكوث هنا، اذهب لمكان آخر."
فخرج منه الشتاء وذهب الى الرب والموت وأخبرهم بما قال. ولكن التعب كان قد نال منهم كل نيل، فأرسلا له الموت.
قال له الموت: لقد حل الظلام، هلا دعوتنى انا وأصدقائى لقضاء الليل عندك، هذه الليلة فقط؟"
وسأله القروى: من أنت ومن أين جئت؟
قال له: "اسمى الموت"
وما أن سمع القروى صاحب دار اسمه حتى انبسطت أساريره ورحب به قائلا:
"تفضل تفضل، واحضر اصدقاءك، أنت لا تفرق بين غنى ولا فقير، ولا بين صغير وكبير، لا تفرق بين جميع الناس فى كل البلاد، تفضل أيها الموت."
كرم الناس الموت كثيرا فى تلك الليلة، لأنه لايكذب، لانه حقيقى.
تعليق الراوى دان كلوز:
I have never seen any story anywhere else that parallels this one. It would be interesting to know if anyone has found a similar tale. It was told before the famine in Ethiopia, so it relates to general conditions in the past. It seems extraordinary to me that people can be placed in such conditions that stories like this emerge. — Dan Close (Ethiopia 1966–6
قال الراوى "بالعربى ":
لم أرى فى حياتى وفى أى مكان آخر قصة توازى هذه الحكاية. ولعله يكون مفيدا أن نعرف اذا كانت هنالك قصة مثلها
رويت فى بلد آخر. هذه الحكاية رويت قبل المجاعة فى أثيوبيا، وبذلك فهى تنتسب الى الى الاحوال العامة فى ماضى اثيوبيا. يبدو غير عادى تماما أن يوضع الناس فى ظرف كالذى ابثقت منه مثل هذه الحكاية. دون كلوز (اثيوبيا 1966-6)
أعاد حكيها: دان كلوز اثيوبيا 1966-1968
ترجمتها: الخادم لله (تماضر شيخ الدين)
الرب، الموت والشتاء
فى قديم الزمان..
سار الرب، والموت والشتاء سيرا طويلا حتى نال منهم التعب شططا، واحتاجوا للراحة. فرأوا منزلا، قال الرب لصاحب الدار: "كيف حالك؟"
فرد عليه الرجل: "الحمد للرب، نحن بخير"
فقال الرب: "الليل أرخى سدوله، أرجو أن تأذن لنا بالمكوث فى بيتك حتى الصباح"
فسأله صاحب الدار:" ومن أنت؟ ومن أين أتيت؟"
قال الرب: "انا الرب، خالق السماء والآرض وكل شىء"
انتصبت قامة الرجل وقال له: "أرجوك الذهاب من هنا فورا، فأنت لم تخلق الناس سواسية، بعضهم موسر وبعضهم فقير، البعض معافى والبعض سقيم، لكل هذه الأسباب، أنا لا أريدك أن تمكث فى منزلى"
فواصل الرب والموت والشتاء سيرهم برغم الاجهاد.
وبعد حين، وصلوا الى قرية فشاهدوا بيتا صغيرا. فأرسل الرب والموت، الشتاء ليتفاوض مع القروى صاحب الدار.
ذهب الشتاء الى القروى وقال له:"أرجوك افسح لنا مكانا فى دارك، فالنهار قد انقضى وحل بعده الظلام"
سأله القروى:" ومن أنت؟ ومن أين جئت؟"
رد عليه الشتاء:" اسمى الشتاء، وقد جئت من مكان بعيد لأقابل كل الناس"
قال له القروى مغاضبا:" أنت شخص ردىء، لقد حولت بعض البلاد الى صحراء، والبعض الآخر الى بلاد ممطرة، أنت تنزل كثيرا من الجليد فى بعض البلاد، نحن لا نحبك ولا نريد منك المكوث هنا، اذهب لمكان آخر."
فخرج منه الشتاء وذهب الى الرب والموت وأخبرهم بما قال. ولكن التعب كان قد نال منهم كل نيل، فأرسلا له الموت.
قال له الموت: لقد حل الظلام، هلا دعوتنى انا وأصدقائى لقضاء الليل عندك، هذه الليلة فقط؟"
وسأله القروى: من أنت ومن أين جئت؟
قال له: "اسمى الموت"
وما أن سمع القروى صاحب دار اسمه حتى انبسطت أساريره ورحب به قائلا:
"تفضل تفضل، واحضر اصدقاءك، أنت لا تفرق بين غنى ولا فقير، ولا بين صغير وكبير، لا تفرق بين جميع الناس فى كل البلاد، تفضل أيها الموت."
كرم الناس الموت كثيرا فى تلك الليلة، لأنه لايكذب، لانه حقيقى.
تعليق الراوى دان كلوز:
I have never seen any story anywhere else that parallels this one. It would be interesting to know if anyone has found a similar tale. It was told before the famine in Ethiopia, so it relates to general conditions in the past. It seems extraordinary to me that people can be placed in such conditions that stories like this emerge. — Dan Close (Ethiopia 1966–6
قال الراوى "بالعربى ":
لم أرى فى حياتى وفى أى مكان آخر قصة توازى هذه الحكاية. ولعله يكون مفيدا أن نعرف اذا كانت هنالك قصة مثلها
رويت فى بلد آخر. هذه الحكاية رويت قبل المجاعة فى أثيوبيا، وبذلك فهى تنتسب الى الى الاحوال العامة فى ماضى اثيوبيا. يبدو غير عادى تماما أن يوضع الناس فى ظرف كالذى ابثقت منه مثل هذه الحكاية. دون كلوز (اثيوبيا 1966-6)